فرع المسيلة |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مرحلة التأسيس
مرحلة
.
وفي عمرالحركة الطلابية الجزائرية، شكل الاتحاد العام الطلابي الحر ظاهرة ، بحكم الزخم الذي ميز مسيرته النضالية طيلة ثمانية عشر عاما من الوجود ، كانت قصيرة بالمنظور الزمني وحافلة بمنظور المحتوى والاداء.
لا يمكن في خضم هذه المسيرة ، أن تحكم عليها من خلال واقعة ، أو إنجاز واحد ، ولكن استقراء محطاتها بسلبها وإيجابها قد يميط اللثام عن كثير من التساؤلات تختلج في صدور كثيرين ، دخلوا الاتحاد ومدرسته إما بفطرة الانتماء للفكرة والهدف ، او من باب الاعتراف بالدور والحضور أو من بوابة التاثر بالاشخاص ، او بالهياكل او حتى ضمن هدف استكشاف فرص التطور للبعض والتسلق للبعض الآخر.
وبالتالي بات ضروريا لعقارب الزمن أن تعود شيئا ما إلى الوراء ، إلى بداية العمل بل إلى ميلاد الفكرة ، وفي حلقتنا الأولى نعرج على الزمن الفاصل بين نوفمبر 1988 وجانفي 1992 ، سميناها :
ب : مرحلة التاسيس أو الميلاد الواعد .
ظروف النشأة والميلاد :
ليس خفيا أن ميلاد الاتحاد العام الطلابي الحرلم يكن وليد الصدفة ، بل إن المتامل في أدبياته سيجد له مرجعية تمتد فكريا لتربطه بمشروع كبير حملته الحركة الطلابية الجزائرية منذ ايام الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين عام 1955 .
الكل يعلم أن كلمة مسلمين ، أرخت لصراع عرفته الحركة الطلابية حينذاك ، او ما عرف بمعركة الميم ، والجامعة الجزائرية بعد الاستقلال ، وعلى غرار ما عرفته البلاد من اختزال الموجود في الحزب الواحد ، شهدت ايضا اختزال النشاط والحراك الطلابي في منظمة واحدة كانت الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ، الذي حل في عهد بومدين ، ولكن بقيت رهينة المكتب الوطني للطلبة التابع للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ، حتى نهاية الثمانينيات .
حينذاك ، كانت البلاد على اهبة موعد حاسم مع التعددية ، وكان الحراك في الجامعات كبيرا بين تيارات مختلفة ، وفي غياب الممثل الشرعي ، شهدت معاهد بومرداس ، بعضا من التحركات لم تقل عنها شأنا تحركات في جامعات ومعاهد اخرى ، لتتشكل نواة "اتحاد طلابي حر "، بعد شهر من احداث اكتوبر أي في نوفمبر من عام 1988 ، وليبدأ الشروع والاتصال وطنيا لتعميم الفكرة وتأسيس منظمة طلابية وطنية .
مؤتمرالخروبة
في 23 مارس 1989 ، عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام الطلابي الحر بملحقة الخروبة بجامعة الجزائر بحضور 3000 مندوب عن مختلف الجامعات والمراكز الجامعية ، وتم فيه الإعلان الرسمي عن المنظمة تحت إسم الاتحاد العام الطلابي الحر ، وذلك على الساعة الواحدة.
يشهد من حضر المؤتمر أن الكل كان يؤكد على وضع سطرين تحت كلمة حر ، دلالة على حرية اتخاد القرار داخل مؤسسات المنظمة ، وحرية التعبير والراي ، ونشرها ثقافة داخل هياكل المنظمة والمجتمع الطلابي ، وتمخض المؤتمر عن اول لائحة للمنظمة تمثلت في دستورالاتحاد ، وكان من الوجوه التي قادت هذه المرحلة الأخ الكريم يوسف طواهرية أمينا عاما للمنظمة.
بداية الانتشار :
يقال أن اصعب الأمور بداياتها ، لكن الإخوان الذين ساقوا بدايات العمل وفتح الفروع ، يؤكدون عطشا وجدوه لدى المجتمع الطلابي ، ولهذا لم يكن صعبا على الاتحاد أن يفتح فروعا له بسرعة غير متوقعة ، كانت خير الدليل على أمل تترجاه الجماهير الطلابية فيه ، ولعل الميلاد في ظرف عام يتسم بالحراك والتغير ، كان من الممهدات والمحفزات على سرعة احتضان الاتحاد العام الطلابي الحر ، وسرعة تردد اسمه في الوعي الجماعي للاسرة الطلابية بله الجامعية .
نشاط وتحركات ومواقف المرحلة
يمكن أن نقول بان مرحلة التأسيس والانتشار ، كانت بمفاتيح عديدة ، استخدمها الاتحاد في سياق إيمانه بالأدوار المختلفة للحركة الطلابية ويمكن الإشارة إلى بعضها :
على المستوى الداخلي
• استمرت عملية التعريف بالمنظمة واسسها وبرامجها ، عبر الجهات ، وتاسيس فروع وشعب جديدة بلغ عددها 76 شعبة قبل نهاية المرحلة ، اي قبل المؤتمر الوطني الثاني.
• وتم إصدار أول عدد تجريبي من جريدة الاتحاد ، والكل كان يلحظ أنه ورغم قلة الإمكانيات تمكنت المنظمة حينذاك من إصدار أحد عشر عددا ، كانت قمة في المحتوى ، والإخراج ، تناولت الشأن الطلابي والجامعي والوطني والدولي ، وكانت توزع عبر الوطن ، من خلال إرادة صنعها إخوان لنا ، كانوا ينقلونها عبر القطار ، لتصل إلى الهياكل ، وكانت تباع داخل الاحياء الجامعية .
الحضور النقابي
• تجسد هذا الحضور اساسا عبر مبادرات التحرك المختلفة محليا ووطنيا ، وميزها حضور قوي لملف التعريب بتجمع في الثالث عشرمن نوفمبر 1989 ، أمام المجلس الشعبي الوطني للمطالبة بتعريب الجامعات ، ومسيرة الخامس عشر من اكتوبر1990 ، التاريخية التي جاءت بقرارات التعريب من معهد الحقوق إلى وزارة الجامعات .
• طرح العديد من الملفات الوطنية كان ابرزها ملف استقلالية الجامعة وإصلاحها
• حدوث أول تنسيق بين المنظمات الوطنية للأسرة التربوية، وهنا وجب الإشارة إلى اعتماد هذه المبادرة كخيار استراتيجي باعتبارهم الجامعة والجامعيين مشتركا بين مختلف اطرافها .
• تنظيم مسيرة الكرامة الطلابية في 28 اكتوبر عام 1991 ، بحضور حوالي 12 ألف طالب ، انطلاقا من كلية الحقوق بن عكنون إلى وزارة الجامعات، يمكن اعتبارها فاصلة بين مرحلة واخرى ، فالمسيرة جاءت عامين ونصف بعد التاسيس ، وإن سبقتها اخريات إلا انها شكلت استعراضا جماهيريا تعبيئيا ، في مرحلة حساسة وطنيا وجامعيا وكانت رسالة قوية على حضورالتنظيم
التفاعل مع القضايا
• كانت ابرز القضايا القضية الفلسطينية ، ولعل الاتحاد من التنظيمات القليلة في العالم العربي التي تفاعلت مع موضوع تهجيراليهود عبرالعالم غلى فلسطين وتبقى سفارة الاتحاد السوفياتي شاهدة على مسيرة بالآلاف نحوها عام 1990 ، نظمها الاتحاد احتجاجا على تهجير يهود السوفيات والممارسات القمعية ضد الجمهوريات الإسلامية ،ناهيك عن الحضورالدائة للقضية في تحركات الهياكل محليا ومركزيا خلال سنوات هذه المرحلة خصوصا تحركاتها الرافضة لمؤتمر مدريد الذي اسس لمرحلة الاستسلام .
• تزامنت مرحلة التاسيس والانتشار مع الحرب على العراق ، وكان واضحا تحرك الاتحاد دعما للشعب العراقي وقد شهدت قسنطينة أكبر مسيرة عرفتها الجزائر ، واسس الاتحاد حينها لجنة للتضامن وكان موقفه متوازنا بشان غزو الكويت ،فقد رفضه من منظور إسلامي وشرعي ، وشارك في مؤتمر طلابي عقد لهذا الغرض ، لكن ذلك لم يثنه عن الوقوف ضد الحرب وتحريك المجتمع الطلابي في هذا الإطار .
• من أبرز تجمعات المنظمة تلك التي نظمت بقاعة حرشة عام 1991 ، وكانت تضامنا ونصرة للشعب البوسني الذي كان يباد ، وشهدت حضور ازيد من ثلاثة آلاف مناضل دعما للقضية .
• شكل آخر من اشكال الدعم ، لقيه الطلبة التونسيون ، من خلال تنظيم الاتحاد عام 1991 ، لتجمع مساندة لهم ، واحتجاجا على وضعية الطلبة التونسيين ، وقد قوبل المتجمعون بالقمع من طرف قوات الأمن.
هذه بعض القضايا التي تحرطت فيها المنظمة في تلك المرحلة ، بقدرما اعتمدت على الحشد والتعبئة ، فقد رافقتها مبادرات وندوات وانشطة ، كان هدفها الدائم ان تبقى القضايا حية والتفاعل ايضا حيا . ويمكن القول بمساعدة الظرف السائد وحمى التفاعل الموجودة ، سواءا داخل المجتمع أو في الجامعة ، للتحرك بشكل واسع جماهيري معها .
على المستوى الوطني
بقدر ما كانت المنظمة نقابية بطبعها ، فإنها لم تغب عن ساحة السجال الدائر داخل الوطن ، ولما كانت بوادر الأزمة قد كشرت عن انيابها ، طرحت مبادرة تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية في ظل الازمة السياسية التي باتت تعصف بالبلاد . لكن الملاحظ في كل ذلك ، كان العصيان الذي انتقلت نذره غلى الجامعة ، ما جعل المنظمة في مواجهة أكبر تحد في تاريخها ، يستدعي منها موقفا وتحركا للتاريخ .
وهو ما سنتناوله في الحلقة
التأسيس .... أو الميلاد الواعد
إعداد : عبد القادر عراضة
عضو مكتب وطني سابق – مسؤول العلاقات الدولية
حينما تهم بالحديث عن الحركات الإجتماعية ومسيرتها ، يتحدث لك البعض عن ربع قرن وآخرون عن نصف قرن ، فيقيمون لها يوبيلا فضيا وذهبيا ، يستقرأون بين سطورها ملاحم وإنجازات ، وعلى رفوف ارشيفها يستحضرون أرقاما واسماء قيل أنها صنعت مجدها ، وباتت للآخرين نبراسا ودليلا.
|
|
|
|
|
|
|
Today, there have been 18 visiteurs (22 hits) on this page! |
|
|
|
|
|
|
|